فعالية وطنية لرياضة القرص الطائر في البيرة: اللعب المشترك كمساحة للتعلم والتقارب

في اطار مشروع التعاون اللامركزي "الرياضة للجميع"، الذي تُشرف عليه الفيدرالية الفرنسية بالشراكة مع هيئات محلية فلسطينية وفرنسية (غرونوبل، غريني، سان بريوك، فيتري-سور-سين، ستان وFSGT 93) نظِّم لقاء رياضي وطني في لعبة القرص الطائر بتاريخ 4 تموز 2025 في ملعب ماجد أسعد بمدينة البيرة (رام الله). ويأتي هذا اللقاء ضمن جهود مستمرة لتبادل

الخبرات والممارسات بين الهيئات والمخيمات الفلسطينية المشاركة في المشروع.

ورغم الظروف الصعبة التي تعيشها فلسطين، والتي تزداد تعقيدًا بسبب القيود المفروضة على الحركة وتصاعد وتيرة القمع، شاركت معظم المناطق الشريكة في هذا الحدث، باستثناء مخيم عسكر الجديد، الذي تعذّر عليه الحضور نتيجة الظروف الراهنة.

جمع الحدث حوالي ثلاثين طفلاً تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة (منهم 20 فتاة و10 فتيان) من مخيمي عايدة والأمعري، إضافة إلى 25 منشطاً ومنشطة من بلديات طولكرم، قلقيلية، أريحا، بتير، والمخيمين المذكورين. كان الهدف من اللقاء هو تعزيز التبادل، والتعارف، والتعاون من خلال اللعب والممارسة الرياضية، عبر تشكيل فرق مختلطة من الأطفال من مختلف المناطق. وقد أضفى هذا التنوع قيمة مضافة للتجربة، خاصة وأن لعبة القرص الطائر لا تزال جديدة نسبياً في بعض المناطق. وقد فاجأت طريقة لعبها ضمن مباريات خارج إطار التدريب المعتاد الحاضرين وأثارت حماسهم، كما كشفت عن المستوى التقني العالي الذي وصل إليه العديد من المنشطين والمنشطات.

ولم تقتصر اللقاءات على الأطفال فحسب، بل نُظّمت أيضاً مباريات بين المنشطين والمنشطات، مما عزّز الروابط بين الفرق المحلية، وسلّط الضوء على المهارات المكتسبة من خلال التدريبات التي تم تنفيذها ضمن المشروع.

سبق الفعالية عدد من اللقاءات التحضيرية التي شارك فيها المنسقون من مختلف المناطق، بهدف تحديد آليات المشاركة، وتشكيل الفرق، وتنظيم الجوانب اللوجستية بشكل تشاركي. وقد ساهم هذا النهج الجماعي في تعزيز استقلالية الفرق المحلية، ومنحها قدرة أكبر على تصميم وتنظيم فعاليات رياضية جامعة.

وقد أتاح اللقاء فرصة لتجسيد المبادئ التربوية الجوهرية لرياضة القرص الطائر، والتي تقوم على الاحترام، والتنظيم الذاتي، واللعب النظيف، والمشاركة الجماعية. ومن خلال غياب الحكم، خاض الأطفال تجربة فريدة في اتخاذ القرارات بشكل جماعي، وحل النزاعات، وتحمل المسؤولية المشتركة، مما يرسّخ الجانب التحرري للرياضة، إلى جانب بعدها الترفيهي.

ويُعد هذا اللقاء محطة جديدة ضمن سلسلة الأنشطة الشاملة التي يطلقها البرنامج، مكملاً لبطولة كرة الطائرة التي نُظّمت سابقاً في مخيم عسكر الجديد. ويؤكد نجاح هذا الحدث قدرة الفرق المحلية على تخطي التحديات المفروضة من قبل الاحتلال، وخلق مساحات للتواصل والتعاون والتبادل، رغم تعقيدات الواقع الأمني والسياسي. وتبرز من خلاله الرياضة مجدداً كوسيلة فعّالة لبناء الجسور، ونقل قيم المساواة، وتعزيز روابط العمل بين المنشطين المحليين.

نأمل بصدق أن تتاح الفرصة لمخيم عسكر الجديد للمشاركة الكاملة في اللقاء الوطني القادم.