روح التضامن والشراكة تتجدد في فلسطين من خلال بعثة متابعة مشروع "الرياضة للجميع" وبداية موسم رياضي جديد.

اجرى عضوان من اعضاء اللجنة التوجيهية لمشروع فلسطين، إلى جانب الرئيس المشترك للفيدرالية الفرنسية للرياضة العمالية (FSGT) أنطونيو فونسيكا، زيارة ميدانية إلى فلسطين من 23 الى 31 آب/أغسطس 2025، ضمن بعثة متابعة لمشروع "الرياضة للجميع". حيث يركز جزء من هذه المهمة على تعزيز الشراكات مع البلديات والمخيمات الفلسطينية للاجئين، بمناسبة انطلاق الموسم الجديد، ومراجعة أنشطة العام الماضي، والتحضير للخطط المستقبلية.

في رام الله، التقت منسقة قسم التعاون والتضامن الدولي في الفيدرالية الفرنسية المنشطين في طولكرم، لمناقشة الأنشطة المنفذة في مدينتهم وبحث آفاق تطوير المشروع بالتعاون مع FSGT93. وقد أعربت عن أسفها لعدم تمكنها من زيارة طولكرم هذه المرة بسبب ضيق الوقت والظروف الأمنية، مؤكدة أن الزيارة ستتم لاحقًا.

بعد ذلك، واصلت البعثة زيارتها إلى مخيم عايدة للاجئين، حيث نظّمت المنشطات هناك جلسة أنشطة رياضية لمجموعة من الفتيات شاركن في ألعاب مختلفة، منها لعبة القرص الطائر ، وقد عكست الطاقة والحماس لدى المشاركات الأثر الملموس للمشروع المنفذ بالشراكة مع مدينتي غرينيي وغرونوبل الفرنسيتين.

أما في مخيم عسكر الجديد، الذي لديه توأمة وشراكة مع مدينة ألّون الفرنسية، فكانت الزيارة لحظة مؤثرة للغاية، إذ لم تتمكن الفيدرالية من الوصول إليه منذ أشهر بسبب الاقتحامات العسكرية المتكررة.وقد استقبل ممثلو اللجنة الشعبية والمنشطون والأطفال البعثة بحفاوة كبيرة وفخر واضح.وساهم المشروع في إنشاء لجنة رياضية جديدة داخل اللجنة الشعبية، في خطوة عملية نحو تطوير سياسات رياضية محلية. في اليوم التالي مباشرة، أعادت عملية عسكرية للجيش الاسرائيلي استمرت 16 ساعة التذكير بواقع الصعوبات اليومية التي يعيشها السكان، مما أبرز أهمية كل لحظة من لحظات اللقاء والتفاعل الإنساني في الميدان.

وفي مخيم الأمعري، التقت البعثة بممثلي اللجنة الشعبية وجميع المنشطين والمنشطات، الذين عرضوا أنشطتهم وتجاربهم، قبل أن تختتم الزيارة بوجبة فلسطينية تقليدية عكست عمق الضيافة وروح الشراكة بين الفيدرالية ومخيم الامعري وشريكهم الفرنسي مدينة ستان.

كما زارت البعثة مدينة أريحا، حيث استقبلها رئيس البلدية ومنسق مشروع الرياضة للجميع في اريحا وتناولت الزيارة عرض حصيلة الأنشطة ومناقشة الخطوات القادمة بالشراكة مع مدينة فيتري الفرنسية. وفي قرية بتير، كان في استقبال الوفد كل من رئيس البلدية ونادي بتير الرياضي و بهذه المناسبة تم تنفيذ مهرجان رياضي ضخم جمع أكثر من 200 طفل، تميز بأجواء من الفرح والفخر والتفاعل، مؤكداً النجاح الكبير للشراكة مع مدينة سانت- بريو.

واختُتمت الزيارة في مدينة بيت لحم بحضور المخيم الصيفي المشترك بين الهيئات الفلسطينية الشريكة في مشروع الرياضة للجميع حيث شارك عدد كبير من منشطي ومنشطات الرياضة للجميع من مختلف الهيئات المشاركة في المشروع. وبالنسبة لأنطونيو فونسيكا، الرئيس المشترك للفيدرالية، فقد كانت هذه أول زيارة له إلى فلسطين، حيث عبّر عن إعجابه الكبير بالتزام المنشطين والمنشطات وبقوة تأثير مشروع "الرياضة للجميع" على أرض الواقع.

اللقاء مع وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية والاتفاق على إنشاء شهادة وطنية لمنشطي الرياضة للجميع مثّلا إنجازًا رمزيًا وإنسانيًا كبيرًا، إذ يعبّران عن الاعتراف الرسمي بالكفاءات والجهود التي بذلها المنشطون على مدار سنوات.

لقد كانت هذه المهمة تجربة إنسانية عميقة، أبرزت ليس فقط نتائج المشروع، بل أيضًا قوة الروابط الإنسانية التي نشأت بين الشركاء، والطاقة الإيجابية للمنشطين والمنشطات، وقدرة الرياضة على بناء الأمل والتضامن والتحرر حتى في ظل واقع صعب وهش. كل لقاء، وكل ابتسامة، وكل شهادة تركت أثرًا سيبقى نابضًا في ذاكرة هذه المهمة.