مجموعة باحثي سبوت تنظم ندوة حول بناء السياسات الرياضية العامة في فلسطين وفرنسا

 في يوم الأربعاء 30 نيسان  2025، استضافت الفدرالية الفرنسية للرياضة العمالية  FSGT  في مقرها في باريس ندوة نظّمَتْها بالشراكة مع مجموعة الباحثين  SPOTS، وذلك ضمن إطار مشروع التعاون اللامركزي الذي  تنفذه الفدرالية الفرنسية  في فلسطين. حيث شارك في  هذه الندوة  التي  عُقدت وجاهيا وعبر تقنية تيميز كل من  فريق الفدرالية الفرنسيةFSGT  المنخرط في المشروع في فرنسا وفلسطين، واللجنة التوجيهية ، وعدداً من المدربين والمدربات  الفرنسيين، والرئاسة المشتركة للفدرالية الفرنسية  FSGT، بالإضافة إلى الباحثين والباحثات من مجموعة سبوت :  شارلوت بارمنتير (جامعة باريس سيتِيه)، دومينيك شارييه (جامعة باريس-ساكليه)، وجان جوردان (أستاذ باحث سابق في جامعة باريس).

افتتاح الندوة واهدافها

افتتح الندوة  برونو كريمونيسي، عضو اللجنة التوجيهية  لمشاريع الفدرالية الفرنسية في فلسطين، حيث استعرض السيد كريمونيسي المراحل الكبرى لمشروع فلسطين، منذ المبادرات الأولى للتضامن  في الثمانيثات  وصولاً إلى المرحلة الحالية من بلورة سياسات رياضية محلية ووطنية. ثم قدمت مجموعة الباحثين  سبوت  منهجيتهم في العمل و التي تقوم على البحث-التدريب-تنفيذ العمل، وهي جوهر المشروع الحالي. وقد نُظمت الندوة حول ثلاثة محاور موضوعيه، تبع كل منها نقاشات غنية ومثمرة مع المشاركين والمشاركات.

المحور الأول: تحفيز التفكير الفلسطيني في السياسات الرياضية المحلية

سلط هذا المحور الضوء على دور المشروع كمحفز لانطلاق تفكير فلسطيني حول السياسات الرياضية المحلية. فقد أسهمت الدورات التدريبية، والتبادلات الدولية، ومرافقة الهيئات المحلية الفلسطينية، في بروز كفاءات ووعي سياسي بدور الرياضة كخدمة عامة.

المحور الثاني: مقارنة  بين السياسات الرياضية في فلسطين وفرنسا

قدم هذا المحور تشخيصًا مشتركًا للسياسات الرياضية في فلسطين وفرنسا. فبالرغم من اختلاف السياقات بشكل كبير، برزت نقاط تقاطع: ففي فلسطين، تتسم السياسات الرياضية بمركزية شديدة، واعتماد على التمويل الدولي، وتواجه تحديات تتعلق بالسيادة والنوع الاجتماعي والتنقل. أما في فرنسا، فرغم وجود إطار مؤسساتي، إلا أن السياسات الرياضية المحلية تواجه صعوبة في مقاومة التسليع المتزايد والمنطق الإقصائي الاجتماعي. وقد عززت هذه المعطيات القناعة بأن التعاون بين المناطق ليس ممكناً فحسب، بل ضرورياً من أجل تصور سياسات رياضية شاملة، تضامنية، ومنبثقة من احتياجات الشعوب.

المحور الثالث: آفاق بناء السياسات الرياضية المحلية في فلسطين

أما الجلسة الأخيرة، فقد فتحت آفاقاً عملية لبناء سياسات رياضية محلية في فلسطين. فالهدف الآن هو مرافقة البلديات والمخيمات الفلسطينية في تحديد أولوياتها الرياضية وصياغة مشاريع منبثقة من واقعها الاجتماعي والسياسي. وسيتولى  فريق الفدرالية الفرنسية  FSGT في فلسطين تسهيل هذا المسار من خلال تنظيم ورش عمل تجمع مختلف الفاعلين المحليين: اعضاء مجلس بلدي /اعضاء منتخبين ، جمعيات، ومنشطين ومنشطات  من برنامج "الرياضة للجميع". وستُخصص هذه الورش لإنشاء مساحات للحوار، حيث يمكن لكل فرد أن يساهم في صياغة سياسة رياضية محلية تُعتبر رافعة للتحرر الاجتماعي، والعدالة، والصمود في وجه عنف الاحتلال.

ومن المقرر أن تُعقد ندوة اخرى  لاستكمال العمل مع البلديات الفرنسية المنخرطة في مشاريع التعاون اللامركزي في أيلول/سبتمبر 2025.