قصة نجاح: استراتيجية وطنية نحو تربية رياضية نوعية في فلسطين
- Anne Dahdah
- 9 avr.
- 2 min de lecture
Dernière mise à jour : il y a 6 jours

في تشرين الثاني 2024، أطلقَت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، بدعم من الفيدرالية الفرنسية، دورة جديدة من التدريبات تهدف إلى إحداث تحول جذري ومستدام في تعليم التربية البدنية والرياضية في مدارس الضفة الغربية. تأتي هذه المبادرة امتدادًا لمسار من العمل المتواصل على مدى سنوات، أسفر عن وضع أسس سياسة وطنية تهدف إلى تقديم تربية بدنية ورياضية ذات جودة عالية. فبعد تطوير أدوات تربوية وتحديد شبكة من المدربات والمدربين المنتشرين في مختلف أنحاء الوطن، تمثّل هذه المرحلة الجديدة نقطة تحوّل حقيقية، حيث تسعى إلى تفعيل هذه الفرق ميدانيًا، وإطلاق استراتيجية واسعة النطاق للتدريب المستمر، تقودها الوزارة بالتعاون مع مديرياتها الثمانية عشر.
في بداية برنامج التدريب كان من المقرر أن يستهدف 450 معلمًا ومعلمة لمادة التربية البدنية والرياضية، إلا أن عدد المشاركين تجاوز التوقعات ليصل إلى 630 معلّمًا ومعلّمة من مختلف محافظات الضفة الغربية. هذا الإقبال الواسع، الذي فاق الهدف المحدد، يعكس التزام الكوادر التربوية القوي رغم التحديات التي يفرضها الوضع الأمني. وقد أُشرف على تنفيذ التدريبات 63 معلمًا ومعلمة ومشرفًا ومشرفة فلسطينيين، سبق أن تلقوا تدريبًا مكثفًا من قبل الفيدرالية الفرنسية حول مجموعة متنوعة من الأنشطة البدنية والرياضية والفنية، وهم الآن قادرون على قيادة التدريبات بأنفسهم وبشكل مستقل في مختلف أنحاء الوطن.
لقد ساهمت المحتويات التي تم تقديمها في إحداث تطور حقيقي في الممارسات التربوية. فقد تم تدريب المعلّمات والمعلّمين على أساليب نشطة ومتكيفة مع السياق الفلسطيني، مثل: الاستكشاف، والملاحظة، وحل المشكلات، والتقييم التدريبي، والإشراف الجماعي، وتخطيط الدورات التعليمية. وقد ساعدت هذه المقاربات في تعزيز فهمهم للمفاهيم الأساسية للتربية البدنية والرياضية، كما عززت قدراتهم على خلق بيئات تعليمية محفزة وشاملة.في المدارس، بدأت آثار هذه التدريبات بالظهور سريعًا، حيث أصبحت حصص النشاط البدني تمتد حتى 30 دقيقة فعلية، وازدادت مشاركة الطالبات والطلاب بحماس أكبر، وبدأوا في تطوير مهارات رياضية واجتماعية ومعرفية. وأصبح العمل الجماعي، واستغلال المساحات المخصصة للعب، والملاحظة المتبادلة، والتقييم بين الأقران من العناصر الأساسية داخل الحصص الدراسية.

المعلمة نيفين عبد الرازق (من مديرية طولكرم) و المعلم أمير سماعنة (من مديرية نابلس) يشهدون على الأثر الملموس الذي أحدثته هذه التدريبات في ممارساتهم اليومية. فعلى سبيل المثال، ساهم إدخال "اللعبة المرجعية"، كما في رياضة كرة اليد، في تمكين الطالبات والطلاب من التفاعل مع النشاط الرياضي بمتعة أكبر، وفهم أعمق، وروح تعاون أعلى. وقد أصبحت الحصص الدراسية أكثر حيوية، وأكثر سهولة في الوصول إليها، وأكثر فاعلية من حيث النتائج التعليمية.
هذا التوسّع في نطاق المشروع أصبح ممكنًا بفضل الانخراط المتزايد لوزارة التربية والتعليم، التي تلعب دورًا محوريًا في قيادة الاستراتيجية الوطنية. فقد أصبحت المديريات تلعب دورًا أساسيًا في متابعة تنفيذ التدريبات، ومرافقة المعلمات والمعلمين، ونشر الممارسات التربوية الحديثة. ومن خلال تشكيل فريق من المدربات والمدربين القادرين على التدريب بشكل مستقل، وإنشاء هيئات محلية مخصصة للتدريب المستمر، يضع المشروع أسسًا لتحوّل مستدام في النظام التعليمي الفلسطيني.
رغم هذه الانجازات، لا تزال هناك تحديات قائمة، مثل تقييم الأداء، وعدم المساواة في الموارد المادية بين المدارس، والانقطاعات الدراسية في بعض المناطق، مما يعيق أحيانًا ترسيخ الممارسات الجديدة. ولهذا السبب، توصي الفرق المعنية بضرورة مواصلة تعزيز الجوانب التربوية في رياضات أخرى، وتكثيف الدورات التدريبية، وتشجيع الزيارات التبادلية بين المدارس، ونشر التجارب الناجحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفعاليات المحلية.
コメント